تنتمي الكنيسة الانجيلية العربية الى مايسمى السينودوس الانجيلي الوطني في سوريا ولبنان وكانت قد تأسست نتاج عمل ارسالي في عام 1848م وقد كانت من الكنائس الرائدة في المجال التربوي والتعليمي حيث افتتحت أول مدرسة للإناث بحلب بشهودها. لعبت الكنيسة الانجيلية العربية دورا مهما في اطلاق العملية التربوية في المجتمع. عندما قدم المرسلين الى مدينة حلب وجدوا بأن أهم سلاح ممكن أن يستخدموه في تطوير وتنمية هذه المنطقة اجتماعيا هو العلم .. لأجل ذلك كان الهدف الموضوع منذ البداية في نصب اعين المرسلين هو اطلاق العملية التربوية في المجتمع .. لذلك افتتحت المدرسة الانجيلية للإناث في وقت لاحق وسميت مدرسة النشىء الجديد الخاصة وكذلك معهد حلب العلمي والتي كان يسمى في مرحلة ماضية (الاميركان) نسبة للمرسلين الذين كانوا يعملوا به. الكنيسة الانجيلية العربية في تعدادها قد تكون ليست ذات عدد كبير لكنها ذات تأثير مهم في هذا المجتمع. ولقد تم التمسك بقول السيد المسيح الذي قال: (أنتم ملح الأرض) والأرض ليست كلها ملح .. فالمهم ليس العدد وانما التأثير والتفاعل في المجتمع. لاشك أن الكنيسة الانجيلية العربية دفعت ثمنا باهظا كما دفع جميع ابناء سوريا في مواجهة الارهاب عندما أعلنت الحق في مواجهة الحملة الشرسة على سوريا .. فاستهدفت وتم تفخيهها وتدميرها بمنهجية من قبل المسلحين وهم يظنون بأنهم بذلك يستطيعون اسكات الصوت السوري المسيحي في هذا المجتمع ولم يدركوا بأن الانسان المسيحي ليس عبارة عن ضيف انما هو ابن هذا المجتمع. تم اعادة بناء الكنيسة بمنطقة الفيلات وببركة خاصة من الله ونعمة من السينودوس الانجيلي الموجود في سوريا ولبنان. هذه الكنيسة أرادت أن تقول للمجتمع الغربي خاصة والحكومات الغربية بأن المسيحيين باقون في سوريا لأنهم أبناؤها. بناء الكنيسة الانجيلية العربية هو استمرار طبيعي لتاريخ يتجاوز ال 180 عام وهو استمرار للحضور الاجتماعي في المنطقة.
عتبر كنيسة "مار الياس" للموارنة في "حلب" من أهم المعالم التاريخية والحضارية في هذه المدنية التي تتميز بأماكنها الأثرية العديدة وبعراقتها التاريخية والحضارية الثقافية.
يقع في الجهة الشمالية المقابلة للقلعة، ويُنْسَب إلى السلطان الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي الذي أمر بإنشائه عام 1211